الجعفري: لابد من وقفة واعية ومسؤولة لتقييم التظاهرات المستمرة لأكثر من مائة يوم التي لم تسجل أيَّ سابقة مثيلة لها.. تقادم الزمن لا يسقط الحقوق ولا يعذر الجناة ممّا يستدعي تحديدا دقيقا في معرفتهم ومساءلتهم والابتعاد عن التوصيفات الغامضة كمصطلح الطرف الثالث الجعفريّ: جرائم الاغتيال والقتل والتمثيل بجُثث الموتى انتهاك سافر لحُقوق الإنسان وهو جرس إنذار بتهديد السلم المُجتمَعي وزرع الفتنة ونشر الفوضى في وقت يجب أن يتحمَّل الجميع مسؤوليته الوطنية عبر التعاون على حفظ وحدة الصفِّ الوطني وعدم زعزعة الأمن والاستقرار الجعفريّ: يجب مُحاسَبة كلّ من تورَّط في إراقة دماء أبنائنا المُتظاهِرين والقوات الأمنيّة وإنزال القصاص العادل بحقهم.. الردّ العراقيّ الوطنيّ المُوحَّد هو الذي جعل الهمَّ العراقيَّ فوق كلِّ الهُمُوم وإنسانه فوق كلِّ اعتبار وساهم في تجنب المزيد من الأزمات الجعفريّ: التظاهرات تعبيرٌ عن المُطالَبة عن كلِّ حقّ مهدور وكرامة مُنتهَكة ومال مسروق وسياسة فاسدة وتدخّل أجنبيّ فاحش!!.. يجب منع استخدام السلاح ضدّ المُتظاهِرين وتفقُّد عوائل الشهداء ورعايتهم.. وإلغاء بدعة المُحاصَصة "سيِّئة الصيت" في التشكيلات الحكوميّة رسائل الأيام للدكتور إبراهيم الجعفري الجعفريّ للعرب: لا تنظروا إلى حجم سكاننا بل انظروا إلى قوة إرادتنا وإصرارنا على حقوقنا.. المطلوب من الجامعة العربية أن ترسم أولوياتها على ضوء المصالح والمخاطر وتُفكـِّر بحجم الإنسان العربيِّ والقدر العربيِّ.. وأن ننتهي بنتائج ولا نكتفي بالكلمات والخطب الجعفريّ للعرب: أصبح صوت العراق مسموعاً وأصبحت إنجازاته موضع احترام العالم.. نحتاج إلى وُقوفكم إلى جانبنا ونحن لا نطلب دماء أبنائكم بدلاً من دماء أبنائنا ولكن عليكم مُساعَدتنا في مُواجَهة داعش خُصُوصاً أنَّهم جاؤوا من بلدانكم ومن أكثر من مئة دولة الجعفريّ لوزراء الخارجيَّة العرب: نحن لا نـُمثـِّل حُكـَّاماً وحكومات فقط، بل نـُمثـِّل شُعُوباً عربيَّة وإضعاف أيِّ دولة إضعاف لنا جميعاً.. داعش يستهدف كلَّ دول العالم خُصُوصاً الدول العربيَّة؛ لذا عليكم أن تُتابعوا ما يجري في العراق خطوة خطوة الجعفريّ من جنيف: العراق من الدول التي تعاني من نار الإرهاب ومن الدول المنتصرة على الإرهاب وحاولتْ بعض الجهات الدوليَّة التي تدعم الإرهاب إلى إرباك جهدنا و‏تزييف الحقائق واتهام مُؤسَّسة الحشد الشعبيِّ وبلا دليل، وهي لا تخدم في حقيقتها بذلك إلا الإرهاب الجعفريّ: تـُوجَد الآن دول عظمى تفكِّر بعقليَّة (كاوبوي) -رُعاة البقر-، بينما العراق يتعامل بطريقة إنسانيَّة حتى مع خصمه؛ لأنه تعلـَّم على شيء اسمه كيفيَّة غضِّ النظر عن الجزئيَّات، ويفكر بالحلول أكثر ما يفكر بالمشاكل

المُؤتمَر الصحفيّ للدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقـيّة والنائب الأوّل لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة الكويتيّ والأمين العامّ للأمم المتحدة و مُدير دائرة المشرق في البنك الدوليّ في ختام أعمال مُؤتمَر الكويت الدوليّ لإعمار العراق
الجعفريّ: المُدُن العراقـيَّة التي خُرِّبت والثروة التي هُدِرت والنفوس التي أُزهِقت كلـُّها لا تـُقدَّر بثمن لكننا نعلم أنـَّه ليس كلُّ شيء نتمناه سيتحقق والذي تحقق ليس قليلاً فثلاثون ملياراً تمثل انعطافة في التجاوب الدوليِّ
الاخبار | 14-02-2018

قال الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقيّة: لا نريد أن نراوح في التاريخ، ولا نبكي على الماضي، ولكن يكفي أن نجد أنـَّنا لسنا الوحيدين في الساحة، وإنـَّما إخواننا جميعاً اصطفوا إلى جانبنا.

مُبيناً: بكلِّ تأكيد أنَّ المبلغ الذي خُصِّص سواء كان مِنـَحاً، أم قروضاً، أم غير ذلك هو -بكلِّ تأكيد- لا يسدُّ، ولا يصل سقف الحاجة، ولكن ليس قليلاً في عالم اليوم 30 مليار دولار لها شأن كبير يُفترَض ن نُواصِل السعي في الاستثمار الذي سيُشكـِّل رافداً اقتصاديّاً دائماً، ومُستمِرّاً؛ حتى نسدَّ الحاجة، ونتجاوز هذه المِحنة مُستفِيدين من عِبَر التاريخ.

مشيراً: كلّ المنظمات الرئيسة في العالم، وأغلب دول العالم وقفت إلى جانبنا مشكورة، وهذا بالنسبة لنا ثروة معنويَّة لا يُمكِن التفريط بها، وهكذا حقـَّق العراق على مدى الأشهر القليلة الماضية انعطافة على المُستوى الأمنيِّ في القضاء على داعش، وانعطافة على المُستوى السياسيِّ، والدبلوماسيِّ، والإعلاميِّ، والماليِّ في هذا الظرف الصعب لإسناد العراق.

مجدداً الشكر لدولة الكويت أميراً، وحكومة، وشعباً لاستضافة مُؤتمر الكويت الدوليّ لدعم وإعمار العراق.

جاء ذلك خلال المُؤتمَر الصحفيّ المشترك لمعاليه مع النائب الأوّل لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة الكويتيّ والأمين العامّ للأمم المتحدة و مُدير دائرة المشرق في البنك الدوليّ في ختام أعمال مُؤتمَر الكويت الدوليّ لإعمار العراق.

وأكد الجعفريّ أن المُدُن العراقـيَّة التي خُرِّبت، والثروة التي هُدِرت، والنفوس التي أُزهِقت كلـُّها لا تـُقدَّر بثمن، لكننا نعلم أنـَّه ليس كلُّ شيء نتمناه سيتحقق، والذي تحقق ليس قليلاً، فثلاثون ملياراً مهما تكن العناوين الفرعيّة لها تمثل انعطافة في التجاوب الدوليِّ.

مُبيناً أن علاقات العراق مع الدول الأخرى تقوم على فلسفة علاقات سياسيَّة، دون شكّ أنَّ الدول التي تحاربنا، وتهاجمنا غير الدول التي تُساعِدنا، وتُقدِّم يد المُساندة.. فالدولة التي تقف إلى جانبنا، وتساعدنا في الظروف الصعبة -بكلِّ تأكيد- نقابلها بالمثل، لكنَّ ذلك لا يعني أن نضع حدّاً فاصلاً في العلاقات بين من أعطانا وبين من لم يُعطِنا.. ومَن لم يُعطِنا المال لا يعني أن نُغيِّر موقفنا منه، بل سنبقى أوفياء لكلِّ جيراننا، ودول حوض ما بعد الجوار، وكلّ دول العالم.

وأشار الجعفريّ إلى أن الأموال وتحويلها إلى المشاريع المطلوبة فكلـُّها ستكون تحت الضوء، ولا يُوجَد مبلغ يُصرَف بشكل غامض، وكلّ المنظمات الدوليَّة مدعوَّة ليس بروح التشكيك، ولكن بروح الطمأنينة لأن ترى بأمِّ عينها كيف ستـُصرَف هذه الأموال في مواردها، وضمن الأولويَّات الوطنيَّة بغضِّ النظر عن الخلفيَّات الطائفيَّة للمناطق، والقوميَّة السياسيَّة.

كاشفاً: أن مبلغ 88.2 مليار هو حجم الحاجة، أمَّا حجم الطلب فلم يقـُل أحد إننا نريد من مُؤتمَر الكويت أن يُوفـِّر لنا 88.2 مليار.. طبعاً، لو توافر هذا المبلغ لكان نوراً على نور؛ لأنَّ الحاجة الحقيقـيَّة هي هذه، وليست مسألة افتعال.. بصراحة.. رُبَّما الرقم الذي كنا من الناحية الواقعيَّة نأمل أن نحصل عليه هو أقلّ من 30 ملياراً، لكنَّ الوُجُود الناقص خير من العدم.. نحن كسبنا حتى وإن كان المبلغ لا يسدّ الحاجة الحقيقـيَّة، ولم نكن نتوقع أن يخرج مُؤتمَر الكويت بقرارات وأموال تسدّ حاجة 88، أو ما يزيد على ذلك.

مشدداً على أن خطة الإعمار ستبقى مُستمِرَّة مادامت الحاجة قائمة، فما خُرِّب في سنوات قليلة لا يُتوقـَّع له أن يتمَّ إعادة بنائه بنفس المُدَّة التي تمَّ فيها التخريب.. نحن لا نأمل أن يطول الوقت، لكنَّ هذا بالدرجة الأساسيَّة لابُدَّ أن يتوافر على إرادة العراقـيِّين أنفسهم، فلا يبني البلد سوى أبنائه، إضافة إلى الإرادات الخيِّرة الصديقة الإقليميَّة، والدوليَّة التي تقف إلى جانب العراق، وتحريك فرص الاستثمار، وتشغيل الأيدي، والاعتماد على الذات، وفي الوقت نفسه هذه المُحاوَلة هي الأولى، ولكن ليست الأخيرة.. سنبقى نستثمر كلَّ الفرص من أجل دعم وضع العراق، وإعانته على تجاوز الحالة التي هو فيها إلى الحالة الأفضل.

 

من جانبه أكد النائب الأوّل لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة الكويتيّ الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أن عُقِدَ مُؤتمَر الكويت الدوليِّ لإعادة إعمار العراق -كما هو معروف- جاء بمُبادَرة من صاحب حضرة السموّ أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وذلك نظراً لأهمِّـيَّة حشد الجُهُود الدوليَّة لمُساندة العراق بعد تحرير أراضيه ممَّا يُسمَّى تنظيم داعش لضمان تحقيق الأمن، والاستقرار في أراضيه عبر خطط مُتعدِّدة، ومُتنوِّعة لإعادة الإعمار والبناء فيه.

كاشفاً عن أنَّ حجم التزامات الدول المُشارِكة قد بلغ 30 مليار دولار.

موضحاً أن هذا المُؤتمَر المُهمّ يعكس جليّاً ما يعنيه أمن وازدهار العراق الشقيق من أهمِّـيَّة كبرى للمُجتمَع الدوليِّ، والرغبة الصادقة، والإرادة الصلبة لدى جميع المشاركين على المُساهَمة الفعَّالة في دعم العراق الشقيق؛ لتحقيق ما نتطلـَّع إليه جميعاً من أمن، واستقرار، ورفاه المنطقة، والعالم.

مُبيناً: بعد طيِّ صفحة المُؤتمَر اليوم في أعماله نحتاج إلى مُشاوَرات مع أشقائنا في العراق، والرئاسات المُشترَكة، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبيّ، والبنك الدوليِّ؛ لإيجاد آليَّة للمُتابَعة؛ حتى نستطيع متابعة كلِّ التعهُّدات، والالتزامات التي أُعلِنَت في مُؤتمَر الكويت، وهذه الطريقة التي نعتقد من خلالها أننا نستطيع أن نحثَّ الدول على الإسراع في الوفاء بالتزاماتها، واستحقاقاتها.

مشيراً إلى أن العراق بلد غنيّ ويحتاج وُقوف أشقائه، وأصدقائه معه، وهذه الدول عبَّرت عن التزامها بمُساعَدة العراق بإيمانها بأنَّ العراق يملك مُقوِّمات، وإمكانات كبيرة. الاقتصاد العراقيّ سينهض، وسيُواصِل -إن شاء الله- ازدهاره في أقرب وقت مُمكِن. نحن في غاية الارتياح لما تحقـَّق من نتائج في هذا المُؤتمَر.

 

من جهته قال الأمين العامّ للأمم المتحدة السيِّد أنطونيو غوتيريس إن الكويت اليوم ومن خلال الدعوة لعقد هذا المُؤتمَر بالتضامُن مع حكومة، وشعب العراق، لكنَّ الاستجابة لهذا المُؤتمَر، وهذه النداءات دليل مُذهِل عن الثقة بحكومة، وشعب العراق.

مشيراً إلى أن الأسرة الدوليَّة تـُظهِر الاعتراف بأنَّ العراق على المسار الصحيح من أجل الاستقرار، والانتعاش، والأسرة الدوليَّة أعربت عن امتنانها للشجاعة التي أبداها الشعب العراقيّ من خلال هزيمة داعش، فقد حمى الشعب العراقيّ نفسه، وحمانا جميعاً؛ لأنَّ الإرهاب ظاهرة دوليَّة؛ وهذا قد أمَّن الظروف، والشروط لحُكومة العراق؛ لكي تتمكّن من النجاح بتطبيق برنامج انتعاش الدولة، وهذا يُؤمِّن ظروفاً للأسرة الدوليَّة؛ لتـُعبِّئ نفسها دعماً للشعب العراقيِّ.

مُجدَّداً تهانيه لحكومة العراق للنجاح الباهر الذي حققته في جذب هذا المُستوى العالي من الثقة من قبل الأسرة الدوليَّة.

 

من جانبه مُدير دائرة المشرق في البنك الدوليّ أشار إلى أن البنك الدوليّ كان يعمل مع السلطات الكويتيَّة من كثب منذ أشهر طويلة للإعداد لهذا المُؤتمَر، وهنا وضعنا الشراكة مع القطاع الخاصِّ لأوَّل مرَّة في مُؤتمَر لإعادة الإعمار كركيزة أساسيَّة، ونحن قد رأينا استجابة القطاع الخاصِّ البارحة إيجابيَّة للغاية، وعملنا مع زملائنا في الاتحاد الأوروبيِّ من أجل مُساعَدة السلطات العراقـيَّة في تطبيق الإصلاحات الاقتصاديَّة.

مُبيناً: نحن نرى أنَّ العراق في المسار الصحيح للإصلاح الاقتصاديِّ، وبناء بيئة أعمال ناجحة، وهناك مشاريع جيِّدة للغاية من أجل الاستثمار فيها.. ومن هذا المُنتدى أحثُّ كلَّ الشركات على الاستثمار في العراق..

مُنوهاً: البنك الدوليّ، ومُؤسَّسات التمويل الدوليَّة، ومُؤسَّسة وكالة الاستثمار مُتعدِّد الأطراف كلـُّها مُؤسَّسات جاهزة لتقديم الدعم للعراق، وكما قال معالي رئيس البنك الدوليّ في الصباح لقد زاد البنك الدوليّ دعمه بعشرة أضعاف في السنوات الماضية، وفي ذلك مُساعَدة للعراق في عمليَّة إعادة البناء، وليس من خلال الموارد الماليَّة فقط، وإنـَّما سنـُساعِد العراق على تطبيق آليَّات ناجحة، وتأمين الموارد اللازمة لضمان استمرار الدعم للحكومة العراقـيَّة، وشعب العراق، والاستفادة من التعهُّدات.

كاشفاً: هناك برنامج مع الحكومة لنـُساعِد الحكومة على تسليط الضوء على الإصلاحات الضريبيَّة، والإصلاحات الماليَّة، والحماية الاجتماعيَّة لمُواءمة حاجات أكثر في المناطق المختلفة في العراق.. ولدينا دعم للحكومة بمليار دولار كلَّ سنة كجزء من دعم الحكومة من قبل البنك الدوليِّ.. أمَّا السقف الماليِّ للعراق فنحن لا نعمل على مُستوى السقف المحليِّ هذا ما كنتُ أحاول قوله في مُلاحَظتي الافتتاحيَّة في العام 2014، و2015 مجموعة البنك الدوليّ كان لديها حافظة بقيمة 600 مليون دولار، والآن هي 4.7 مليار دولار.

 

وإلى حضراتكم النص الكامل للمُؤتمَر الصحفيّ للدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقـيّة والنائب الأوّل لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة الكويتيّ والأمين العامّ للأمم المتحدة و مُدير دائرة المشرق في البنك الدوليّ في ختام أعمال مُؤتمَر الكويت الدوليّ لإعمار العراق

النائب الأوّل لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة الكويتيّ: أجدِّد الترحيب بأصحاب المعالي، والسعادة مُمثـِّلي الرئاسة المُشترَكة لمُؤتمَر الكويت الدوليِّ لإعادة إعمار العراق مُعرِباً لهم وللقائمين كافة على هذا المُؤتمَر عن بالغ التقدير على حُسن الإعداد، والتنظيم، والترتيب، وأوجِّه وافر الشكر إلى الدول المُشارِكة في مُؤتمَرنا هذا على مُداخَلاتهم القيِّمة، ومُشارَكاتهم الفعَّالة، وكذا أتقدَّم ببالغ الامتنان إلى المنظمات الحكوميَّة وغير الحكوميَّة كافة، وكلِّ المُؤسَّسات الماليَّة، والاقتصاديَّة، والقطاع الخاصِّ لما بذلوه من جُهُود مُقدَّرة، وما قدَّموه من مُساهَمات كريمة.

عُقِدَ مُؤتمَر الكويت الدوليِّ لإعادة إعمار العراق -كما هو معروف- بمُبادَرة من سيِّدي صاحب حضرة السموّ أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- وذلك نظراً لأهمِّـيَّة حشد الجُهُود الدوليَّة لمُساندة العراق بعد تحرير أراضيه ممَّا يُسمَّى تنظيم داعش لضمان تحقيق الأمن، والاستقرار في أراضيه عبر خطط مُتعدِّدة، ومُتنوِّعة لإعادة الإعمار والبناء فيه.

وتأتي هذه المُشارَكة الرفيعة، والواسعة التي شهدها هذا المُؤتمَر المُهمّ لتعكس جليّاً ما يعنيه أمن وازدهار العراق الشقيق من أهمِّـيَّة كبرى للمُجتمَع الدوليِّ، والرغبة الصادقة، والإرادة الصلبة لدى جميع المشاركين على المُساهَمة الفعَّالة في دعم العراق الشقيق؛ لتحقيق ما نتطلـَّع إليه جميعاً من أمن، واستقرار، ورفاه المنطقة، والعالم.

وقد تمَّ اليوم عقد عِدَّة جلسات للمناقشات الحكوميَّة بمُشارَكة 76 دولة، ومنظمة إقليميَّة، ودوليَّة؛ ممَّا يُؤكـِّد التزام المُجتمَع الدوليِّ بمُواصَلة دعم العراق على جميع الصُعُد؛ ممَّا سيُساهِم إيجاباً في تعزيز تقدُّمه، ورفاهيته، كما شمل المُؤتمَر عدداً من الفعاليَّات التي بدأت يوم 12 شباط/فبراير باجتماع للمنظمات غير الحكوميَّة بمُشارَكة 107 منظمات محليَّة، وإقليميَّة، ودوليَّة، إضافة إلى اجتماع آخر للصناديق التنمويَّة، والمُؤسَّسات الماليَّة الإقليميَّة، والدوليَّة شارَكَ فيها 51 صندوقاً تنمويّاً، ومُؤسَّسة ماليَّة، وعدد كبير من ممثلي الدول، وفي يوم 13 شباط/فبراير عُقِدَ اجتماع للقطاع الخاصِّ شارك فيه 1850 جهة.

ويسرّني أن أعرب عن أنَّ حجم التزامات الدول المُشارِكة قد بلغ 30 مليار دولار.. وفي الختام أجدِّد الترحيب بكم، والإعراب عن الشكر والتقدير لجميع من ساهم في إنجاح أعمال مُؤتمَر الكويت الدوليِّ لإعادة الإعمار.

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: شكراً جزيلاً معالي الأخ الشيخ صباح خالد الحمد الصباح المُحترَم، ولكم جميعاً.

ما أحلى جمعكم، وأبلغ أثركم في الأوساط عُمُوماً وأنتم تـُمثـِّلون سلطة رابعة في مُجتمَعاتنا في هذا العالم المُعاصِر، ولكم أن تنشروا بأسلحة القلم، وتفوجوا بأشرعة الإعلام التي يفهمها العالم، والتي تخترق القارَّات، وتذهب إلى أقصى مناطق العالم؛ حتى تـُوصِلوا صوت الحقّ.

ما يمرُّ به العراق من ضوائق أرجو -قريباً- أن تتحوَّل إلى ردح من التاريخ إذ قدَّم الكثير من الشهداء، وتعرَّضت مُدُنه للتخريب، وقد أشرتُ في كلمتي يوم أمسِ إلى أنَّ 18 ألف شهيد فرزت هذه الحُرُوب، و36 ألف جريح غير الخسائر المادِّيَّة التي في هذه المُدُن المنكوبة المُتعدِّدة.

لا نريد أن نراوح في التاريخ، ولا نبكي على الماضي، ولكن يكفي أن نجد أنـَّنا لسنا الوحيدين في الساحة، وإنـَّما إخواننا جميعاً اصطفوا إلى جانبنا، وهكذا تلقـَّت مُبادَرة الكويت التي شرع فيها صاحب السموّ أمير الكويت مشكوراً، وانبرى لها تنفيذيّاً أخي العزيز الشيخ صباح خالد الحمد الصباح بهذه الدقة في هذا الوقت الصعب، وبهذا البرنامج التفصيليِّ المُكثـَّف جاءت كأحسن ما تكون، وانتهت اليوم الجلسة، وأخذ الجميع حِصَّتهم في الحوار، والتلقـِّي، وفي الوقت نفسه فاضت أكفـَّهم بما تجود به من إمكانيَّات، وقبل هذا وذاك فاضت مشاعرهم، وقلوبهم بمشاعر طيِّبة جدّاً تجاه العراق.

وأنا بهذه المُناسَبة لا يسعني إلا أن أبادل مشاعرهم بأطيب المشاعر، وما جادوا به بالشكر والتقدير.

بكلِّ تأكيد أنَّ المبلغ الذي خُصِّص سواء كان مِنـَحاً، أم قروضاً، أم غير ذلك هو -بكلِّ تأكيد- لا يسدُّ، ولا يصل سقف الحاجة، ولكن ليس قليلاً في عالم اليوم 30 مليار دولار لها شأن كبير يُفترَض ن نُواصِل السعي في الاستثمار الذي سيُشكـِّل رافداً اقتصاديّاً دائماً، ومُستمِرّاً؛ حتى نسدَّ الحاجة، ونتجاوز هذه المِحنة مُستفِيدين من عِبَر التاريخ.

عدد المنظمات، وعدد الشركات، وعدد الدول التي ساهمت تعبير عن حقيقة واحدة، وهي: أنَّ الجميع تنهَّدوا للوقوف إلى جانب العراق، وما كان من السهل أن نتجاوز مثل هذا الظرف على مدى هذه الأيام القليلة ما لم يقفوا جميعاً، ويُشمِّروا عن ساعد الجدِّ، ويُعبِّروا بكلماتهم الطيِّبة، وحواراتهم، وكلِّ شيء.

كلّ المنظمات الرئيسة في العالم، وأغلب دول العالم وقفت إلى جانبنا مشكورة، وهذا بالنسبة لنا ثروة معنويَّة لا يُمكِن التفريط بها، وهكذا حقـَّق العراق على مدى الأشهر القليلة الماضية انعطافة على المُستوى الأمنيِّ في القضاء على داعش، وانعطافة على المُستوى السياسيِّ، والدبلوماسيِّ، والإعلاميِّ، والماليِّ في هذا الظرف الصعب لإسناد العراق.

شكراً مرّة أخرى لدولة الكويت أميراً، وحكومة، وشعباً، وإلى أخي العزيز الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أشكره كثيراً على ما تقدَّم، كما اشكر المنظمات كافة من خلال مسؤوليها الذين شرَّفوا معنا.

إنَّ وقفتهم معنا رسالة بأنَّ الأمم المتحدة ليست ردحاً من التاريخ، وليست هيكلاً مشلولاً، وإنـَّما تقف إلى جانب الدول المنكوبة، وتحاول أن تـُعبِّئ الشارع العالميَّ، والأمميَّ للوقوف إلى جانبنا، وهو رسالة إلى داعش أنـَّه عندما تنقضّ على بلد ما لا تجد ذلك البلد، وشعب ذلك البلد وحده، وإنـَّما كلُّ شُعُوب العالم، وكلُّ الدول الطيِّبة، والمُحِبَّة للسلام، والأمم المتحدة باعتبارها راعية للدول، وتقف إلى جانب هذه الدولة.

شكراً لكم لما تفضَّلتم به.. والسلام عليكم ورحمة الله.

الأمين العامّ للأمم المتحدة: بداية أودّ أن أعبِّر عن امتناني العميق لصاحب السموِّ أمير دولة الكويت، وحكومة الكويت، وشعب الكويت.. الكرَمُ، والتضامُنُ، والحكمة التي يتميَّز بها صاحب السموِّ مُهمَّة بينما كان يحاول أن يحصل على دعم دوليّ للاجئين السوريِّين من خلال الدعوة لثلاثة مُؤتمَرات دوليَّة يعكس اهتمامه بهذه الأعمال الإنسانيَّة.

الكويت اليوم تقوم بقيادة نفسها من خلال الدعوة لعقد هذا المُؤتمَر بالتضامُن مع حكومة، وشعب العراق، لكنَّ الاستجابة لهذا المُؤتمَر، وهذه النداءات دليل مُذهِل عن الثقة بحكومة، وشعب العراق.

الأسرة الدوليَّة تـُظهِر الاعتراف بأنَّ العراق على المسار الصحيح من أجل الاستقرار، والانتعاش، والأسرة الدوليَّة أعربت عن امتنانها للشجاعة التي أبداها الشعب العراقيّ من خلال هزيمة داعش، فقد حمى الشعب العراقيّ نفسه، وحمانا جميعاً؛ لأنَّ الإرهاب ظاهرة دوليَّة؛ وهذا قد أمَّن الظروف، والشروط لحُكومة العراق؛ لكي تتمكّن من النجاح بتطبيق برنامج انتعاش الدولة، وهذا يُؤمِّن ظروفاً للأسرة الدوليَّة؛ لتـُعبِّئ نفسها دعماً للشعب العراقيِّ.

أريد أن أعبِّر امتناني للدعم الذي أُعطِيَ للمشاريع التي قدَّمتها الأمم المتحدة بخاصَّة مشروع تثبيت الاستقرار، والانتعاش؛ وهذا شيء يسعى إلى العمل بالتنسيق، والتعاون مع الحكومة العراقـيَّة دعماً لهذه الحكومة في تسريع الأبعاد الاجتماعيَّة للانتعاش الاقتصاديِّ.. سأعطيكم مثالاً: نحن نعمل في 700 مشروع في مدينة الموصل، وفيها 10 آلاف عراقي يتعاونون مُباشَرة معنا؛ هذا يُظهـِر أنَّ كلَّ الأسرة الدوليَّة بحاجة لأن يتمَّ تعبئتها من اجل دعم الحكومة العراقـيَّة، والشعب العراقيِّ؛ لضمان النجاح الكامل لعمليَّة تحقيق الاستقرار في هذه الدولة.

الأخبار الجيِّدة نادرة أحياناً -للأسف- لكن هناك الكثير من الأوضاع التي تتراجع، أمَّا في الوقت نفسه فالعراق على المسار الصحيح، والأسرة الدوليَّة قد أظهرت ثقتها بالعراق، وهذا أمر بالغ الأهمِّـيَّة، وخبر سارّ.

أريد مُجدَّداً أن أهنـِّئ حكومة العراق للنجاح الباهر الذي حققته في جذب هذا المُستوى العالي من الثقة من قبل الأسرة الدوليَّة.

مُدير دائرة المشرق في البنك الدوليّ: معالي وزير خارجيَّة دولة الكويت، معالي وزير خارجيَّة جمهوريَّة العراق، ومعالي الأمين العامّ للأمم المتحدة: ونحن في البنك الدوليِّ نودُّ أن نُعبِّر عن امتناننا البالغ لصاحب السموِّ، وكامل حكومة الكويت.. فالبنك الدوليّ كان يعمل مع السلطات الكويتيَّة من كثب منذ أشهر طويلة للإعداد لهذا المُؤتمَر، وأنا أنضمّ إلى الأمين العامِّ لأعبِّر عن عميق امتناني للجُهُود التي بذلتها الكويت؛ لنجاح هذا المُؤتمَر، وهنا وضعنا الشراكة مع القطاع الخاصِّ لأوَّل مرَّة في مُؤتمَر لإعادة الإعمار كركيزة أساسيَّة، ونحن قد رأينا استجابة القطاع الخاصِّ البارحة إيجابيَّة للغاية، وعملنا مع زملائنا في الاتحاد الأوروبيِّ من أجل مُساعَدة السلطات العراقـيَّة في تطبيق الإصلاحات الاقتصاديَّة.

فعَرْضُ الحكومة العراقيّة البارحة، وعَرْضُ رئيس الوزراء اليوم كان في غاية الأهمِّـيَّة، ونحن نرى أنَّ العراق في المسار الصحيح للإصلاح الاقتصاديِّ، وبناء بيئة أعمال ناجحة، وهناك مشاريع جيِّدة للغاية من أجل الاستثمار فيها.

ومن هذا المُنتدى أحثُّ كلَّ الشركات على الاستثمار في العراق..

البنك الدوليّ، ومُؤسَّسات التمويل الدوليَّة، ومُؤسَّسة وكالة الاستثمار مُتعدِّد الأطراف كلـُّها مُؤسَّسات جاهزة لتقديم الدعم للعراق، وكما قال معالي رئيس البنك الدوليّ في الصباح لقد زاد البنك الدوليّ دعمه بعشرة أضعاف في السنوات الماضية، وفي ذلك مُساعَدة للعراق في عمليَّة إعادة البناء، وليس من خلال الموارد الماليَّة فقط، وإنـَّما سنـُساعِد العراق على تطبيق آليَّات ناجحة، وتأمين الموارد اللازمة لضمان استمرار الدعم للحكومة العراقـيَّة، وشعب العراق، والاستفادة من التعهُّدات.

نحن -بالطبع- يسرُّنا العمل مع حكومة الكويت، ووكالات الأمم المتحدة في هذا الإطار، ويُمكِنكم أن تعتمدوا على التزام البنك الدوليّ في تطبيق رؤية رئيس الوزراء العراقيّ السيِّد العباديِّ في هذا السياق.. شكراً جزيلاً.

 

  • السؤال لمعالي النائب، ومعالي وزير الخارجيَّة الدكتور الجعفريّ: هل أنتم مُرتاحون لحجم هذا الدعم بخاصَّة أنَّ الكمِّيَّة الهائلة جاءت على شكل قُرُوض، وليست مِنَحاً؟

الجعفريّ: أذا قارنا ما درَّت اليوم جلسات المُؤتمَر بما هو يدخل في مسيس الحاجة العراقـيَّة، وليست سِرّاً على أحد أنـَّه أقلُّ ممَّا يتطلـَّبه العراق، فالحاجة في المُدُن العراقـيَّة التي خُرِّبت، والثروة التي هُدِرت، والنفوس التي أُزهِقت كلـُّها لا تـُقدَّر بثمن، لكننا نعلم أنـَّه ليس كلُّ شيء نتمناه سيتحقق، والذي تحقق ليس قليلاً، فثلاثون ملياراً مهما تكن العناوين الفرعيّة لها تمثل انعطافة في التجاوب الدوليِّ.

في مثل هذه الظروف الصعبة نقول: إنَّ هذا يسدّ جزءاً من الحاجة، لكننا راضون؛ فهذا عطاء ليس قليلاً، وينطوي على مشاعر طيِّبة، ومواقف عمليَّة لجُهُود بُذِلت حتى نصل إلى ما وصلنا إليه، ونـُثمِّن هذا الشيء، وتقدَّمنا لهم جميعاً بالشكر سواء الأطراف المانحة، أم المُقرِضة، أم المُموِّلة، أم المُستثمِرَة، أم أصحاب المُبادَرة، أم التي تحرَّكت هنا من دولة الكويت كلـُّها موضع رضانا، وارتياحنا على أنـَّه لا نكتمكم سِرّاً أنَّ الحاجات أكثر، وهناك جُهُود يجب أن تُبذَل من أجل إعادة العراق إلى وضعه السابق، وأن يكون مُتعافِياً من الناحية الاقتصاديَّة.

وزير الخارجيَّة الكويتيّ: نعم، نحن في غاية الارتياح، ومبعث ارتياحنا هو المُستوى العالي، وعدد المُشاركين، والاهتمام الكبير بأمن، واستقرار، وإعادة بناء العراق.

الرسالة التي نستخلصها من الدول، والمنظمات المُشارِكة في هذا المُؤتمَر أنَّ المُجتمَع الدوليَّ مُهتمّ بأمن واستقرار العراق، وأنَّ المُجتمَع الدوليَّ مُهتمّ بإعادة إعمار العراق. وهذه رسائل بالغة الأهمِّـيَّة.

العراق بلد غنيّ يحتاج وُقوف أشقائه، وأصدقائه معه، وهذه الدول عبَّرت عن التزامها بمُساعَدة العراق بإيمانها بأنَّ العراق يملك مُقوِّمات، وإمكانات كبيرة. الاقتصاد العراقيّ سينهض، وسيُواصِل -إن شاء الله- ازدهاره في أقرب وقت مُمكِن. نحن في غاية الارتياح لما تحقـَّق من نتائج في هذا المُؤتمَر.

 

  • السيِّد وزير الخارجيَّة الكويتيّ: هل ثمة سقف زمنيّ لتلك التعهُّدات؟
  • سؤال للسيِّد الجعفريّ: هل سيُحدِّد العراق علاقاته المستقبليَّة على وفق الدول التي شاركت في هذا المُؤتمَر أم لم تشارك؟

وزير الخارجيّة الكويتيّ: بعد طيِّ صفحة المُؤتمَر اليوم في أعماله نحتاج إلى مُشاوَرات مع أشقائنا في العراق، والرئاسات المُشترَكة، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبيّ، والبنك الدوليِّ؛ لإيجاد آليَّة للمُتابَعة؛ حتى نستطيع متابعة كلِّ التعهُّدات، والالتزامات التي أُعلِنَت في مُؤتمَر الكويت، وهذه الطريقة التي نعتقد من خلالها أننا نستطيع أن نحثَّ الدول على الإسراع في الوفاء بالتزاماتها، واستحقاقاتها.

الجعفريّ: بالنسبة لعلاقاتنا مع الدول الأخرى فهي تقوم على فلسفة علاقات سياسيَّة، دون شكّ أنَّ الدول التي تحاربنا، وتهاجمنا غير الدول التي تُساعِدنا، وتُقدِّم يد المُساندة.

الدول تساندنا -من دون شك- ستحظى بالاحترام والتقدير:

((وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان))

الدولة التي تقف إلى جانبنا، وتساعدنا في الظروف الصعبة -بكلِّ تأكيد- نقابلها بالمثل، لكنَّ ذلك لا يعني أن نضع حدّاً فاصلاً في العلاقات بين من أعطانا وبين من لم يُعطِنا.

مَن لم يُعطِنا المال لا يعني أن نُغيِّر موقفنا منه، بل سنبقى أوفياء لكلِّ جيراننا، ودول حوض ما بعد الجوار، وكلّ دول العالم.

فلسفة العراق الجديدة أنَّ الأصل أن نـُبقِي العلاقة كأحسن ما تكون؛ حتى نبرز وجه العراق الحضاريّ أمام دول العالم، ونقف إلى جانبها، ونئنّ لأنينها، ونفرح لفرحها. نحن سعداء بالذي قدَّموا، ونشكرهم جزيل الشكر لما قدَّموا، ونـُثمِّن عالي التثمين ما قدَّموه من مُساعَدات، لكنَّ ذلك لا يعني أن نحبس مشاعرنا، وتفاعلنا مع الآخرين الذين لم يشاركوا في المِنـَح.

 

  • السؤال إلى البنك الدوليّ: كثيراً ما يتخوَّف العراقـيُّون من الشروط التي يُقال إنـَّها تـُفرَض على الحكومة العراقـيَّة، وتتسبَّب برفع تكاليف المعيشة. هل فُرِضَت شُرُوط من هذا القبيل في هذه المرحلة، وما السقف الماليّ الأقصى الذي يُمكِن للبنك الدوليِّ الوُصُول به مع العراق؟

مُدير دائرة المشرق في البنك الدوليّ: نحن نـُحدِّد الإجراءات السياسيَّة التي يُمكِن إجراؤها في البلد من أجل الإبحار على جدول أعمال التنمية الطويلة الأمد؛ وهذا يصبح جزءاً من دعمنا؛ ولكي تتمكّن الحكومة من تحديد هذه الإصلاحات، وتطبيق هذه الأعمال.

مجموعة البنك الدوليّ تـُؤمِّن الموارد الماليَّة لذلك؛ فالعمل يعود على العراق في العراق.

هناك برنامج مع الحكومة لنـُساعِد الحكومة على تسليط الضوء على الإصلاحات الضريبيَّة، والإصلاحات الماليَّة، والحماية الاجتماعيَّة لمُواءمة حاجات أكثر في المناطق المختلفة في العراق.

وحول هذه البرامج لدينا دعم للحكومة بمليار دولار كلَّ سنة كجزء من دعم الحكومة من قبل البنك الدوليِّ.

أمَّا السؤال المتعلق بالسقف الماليِّ للعراق فنحن لا نعمل على مُستوى السقف المحليِّ هذا ما كنتُ أحاول قوله في مُلاحَظتي الافتتاحيَّة في العام 2014، و2015 مجموعة البنك الدوليّ كان لديها حافظة بقيمة 600 مليون دولار، والآن هي 4.7 مليار دولار.

قلتُ البارحة: إنَّ البنك الدوليَّ مُلتزم بالعمل مع العراق مهما كانت حاجاته؛ لبناء الدولة، ومجموعة البنك الدوليّ ستُؤمِّن كلَّ الموارد إذا أبحر على المسار الصحيح، وغالباً ما نتعامل مع البلدان المختلفة، لكن أحياناً يكون مُعتمِداً على طبيعة التدخـُّل الذي نُجريه في كلِّ بلد.

الأمين العامّ للأمم المتحدة نصح البنك الدوليّ بوضع أدوات جديدة من أجل العمل على السلع، وتأمين المُساعَدات من قُرُوض مُيسَّرة إلى ما هنالك من أدوات؛ إذن مجموعة البنك الدوليّ قادرة على تأمين الأدوات الماليَّة؛ وهذا يتعلق بالحاجات في كلِّ دولة.

نحن نعمل مع الحكومة؛ من أجل القيام بإصلاحات تجذب الاستثمارات، وسوف نخلق الآليَّات التي تُعوِّض الخسائر إذا حصل شيء مع الاستثمارات؛ إذن نحن نسمح بإبداعات جديدة، وتجديدات أخرى من أجل اجتذاب المزيد من الاستثمارات الخاصَّة، والأجنبيَّة.

 

  • السؤال للسيِّد الجعفريّ: من يضمن الشفافية في أن تصل هذه الأموال إلى المشاريع التي طُرِحَت، وهل يكون هناك تنسيق بين منظمات المُجتمَع المدنيّ بهذا الخصوص، ولاسيَّما أننا مقبلون على انتخابات، ورُبَّما تتغيَّر الكابينة الوزاريَّة.. هذا المبلغ سيُودَع في مكان ما، أم سنبدأ للتوِّ بتوزيعه؟

الجعفريّ: أمَّا عن الأموال وتحويلها إلى المشاريع المطلوبة فكلـُّها ستكون تحت الضوء، ولا يُوجَد مبلغ يُصرَف بشكل غامض، وكلّ المنظمات الدوليَّة مدعوَّة ليس بروح التشكيك، ولكن بروح الطمأنينة لأن ترى بأمِّ عينها كيف ستـُصرَف هذه الأموال في مواردها، وضمن الأولويَّات الوطنيَّة بغضِّ النظر عن الخلفيَّات الطائفيَّة للمناطق، والقوميَّة السياسيَّة.

وأمَّا أنـَّنا مُقدِمون على انتخابات، وقد تتغيَّر الحكومة فنحن لا نتعامل على أساس عقد دائم مع حكومة؛ لأنَّ الحكومة قد تتبدَّل، بل نتعامل بعقد دائم مع الحكم، ومع الدولة.

تُوجَد دولة، ويُوجَد حكم يُمثـِّل قدَرَ العراق الدائم المُنطلِق من الواقع العراقيِّ الثابت.

 

  • السؤال لمعالي وزير الخارجيَّة الكويتيّ: صاحب السموّ الشيخ صباح الأحمد أعلن اليوم في كلمته صباح اليوم عن تقديم ملياري دولار للعراق كقرض، وكاستثمار.. المعروف أنَّ دولة الكويت ماتزال لديها ديون في ذمَّة العراق بقيمة 4.3، أو 4.4، السؤال: كيف ستتعامل دولة الكويت مع هذا الشأن، هل سيتمّ إيقاف استحصال الدُيُون من العراق، وهل سيتمّ إطفاؤها مُقابل منح الملياري دولار؟

وزير الخارجيّة الكويتيّ: مسار الدُيُون يختلف عمَّا تمَّ التعهُّد به في مُؤتمَر الكويت لإعادة إعمار العراق.

الموضوعان منفصلان تماماً عن بعضهما البعض، ونحن ننطلق من كلمة سيِّدي صاحب السموِّ اليوم في الكلمة الافتتاحيَّة بتمويل قُرُوض بمليار دولار، والاستثمار في العراق بمليار دولار.. هذا ما تعهَّدت به دولة الكويت، وستلتزم به إن شاء الله.

 

  • السؤال للأمين العامّ للأمم المتحدة: الأولويَّات في صرف هذه الأموال هنالك كما يعلم الجميع مناطق، ودور لمُواطِنين هُدِّمت في الأنبار، والموصل، وصلاح الدين الأولويَّة تقع على إعادة هذه المساكن، ثم إعادة النازحين خُصُوصاً أنَّ المرحلة المقبلة هي مرحلة انتخابات، وهناك قوى سياسيَّة عراقية تُطالِب بإعادة النازحين قبل إجراء الانتخابات؟

الأمين العامّ للأمم المتحدة: سبق أن شاهدنا عودة عدد كبير من اللاجئين، والنازحين داخليّاً، ونحن في الوقت عينه نعمل من كثب مع حكومة العراق للتأكـُّد من أنَّ أكبر عدد مُمكِن من السكان سوف يعودون إلى مناطقهم، ومنازلهم، ونعمل -أيضاً- مع حكومة العراق للسماح للناس الذين لايزالون في مواقع مُعيَّنة بأن يتمكَّنوا من التسجيل للتصويت في الانتخابات في محافظاتهم الأساسيَّة، ونظنّ أنَّ هذا الأمر مُمكِن بالتعاون المُكثـَّف مع الحكومة؛ من أجل السماح للنازحين داخليّاً، إمَّا بالعودة في الوقت المُناسِب إلى مناطقهم الأساسيَّة، ومُمارَسة حقهم في التصويت، وذلك وفقاً لعمليَّة تسجيل واضحة.

 

  • السؤال للسيِّد الجعفري: ما تمَّ الحُصُول عليه في مُؤتمَر الكويت اليوم لإعمار العراق هو 30 مليار دولار ما كان مأمولاً هو 88 مليار دولار، الفرق شاسع بين ما كان مأمولاً، وما تمَّ الحُصُول عليه. السؤال: ما الخطة، أو هل ستتغيَّر خطة الإعمار بما تمَّ الحُصُول عليه، وما المجالات التي سيتمّ حصر إعادة الإعمار فيها؟

الجعفريّ: 88.2 مليار ما كان الأمل معقوداً على أن تـُحصَد من مُؤتمَر الكويت، وإنـَّما قـُدِّرت الخسائر بشكل علميّ، ودقيق؛ فكان هذا المبلغ هو الحاجة بأمانة بين 88.2 مليار إلى مائة مليار، وأوصلنا هذا كموقف رسميّ، ورقم يُعتدُّ به مبنيّاً على إحصاءات.

هذا كان حجم الحاجة، أمَّا حجم الطلب فلم يقـُل أحد إننا نريد من مُؤتمَر الكويت أن يُوفـِّر لنا 88.2 مليار. طبعاً، لو توافر هذا المبلغ لكان نوراً على نور؛ لأنَّ الحاجة الحقيقـيَّة هي هذه، وليست مسألة افتعال.

بصراحة.. رُبَّما الرقم الذي كنا من الناحية الواقعيَّة نأمل أن نحصل عليه هو أقلّ من 30 ملياراً، لكنَّ الوُجُود الناقص خير من العدم.

أن تتوافر 30 أفضل من 25، وفي الوقت نفسه وراء هذه الأموال، والسُيُولة الماليَّة إرادات تـُعبِّر عن دوافع إنسانيَّة إذ يقفون إلى جانب العراق في ظروف المِحنة، وهذه لا تـُقدَّر بثمن.

نحن كسبنا حتى وإن كان المبلغ لا يسدّ الحاجة الحقيقـيَّة، ولم نكن نتوقع أن يخرج مُؤتمَر الكويت بقرارات وأموال تسدّ حاجة 88، أو ما يزيد على ذلك.

وأمَّا خطة الإعمار فستبقى مُستمِرَّة مادامت الحاجة قائمة، فما خُرِّب في سنوات قليلة لا يُتوقـَّع له أن يتمَّ إعادة بنائه بنفس المُدَّة التي تمَّ فيها التخريب.

التخريب سهل، لكنَّ البناء ليس بنفس السُهُولة؛ دونكم صفحات الحروب التي مضت.. خرَّبوا ألمانيا ببساطة، لكنها أخذت وقتاً إلى أن عادت.

نحن لا نأمل أن يطول الوقت، كما طال مع تلك الدول، لكنَّ هذا بالدرجة الأساسيَّة لابُدَّ أن يتوافر على إرادة العراقـيِّين أنفسهم، فلا يبني البلد سوى أبنائه، إضافة إلى الإرادات الخيِّرة الصديقة الإقليميَّة، والدوليَّة التي تقف إلى جانب العراق، وتحريك فرص الاستثمار، وتشغيل الأيدي، والاعتماد على الذات، وفي الوقت نفسه هذه المُحاوَلة هي الأولى، ولكن ليست الأخيرة.

سنبقى نستثمر كلَّ الفرص من أجل دعم وضع العراق، وإعانته على تجاوز الحالة التي هو فيها إلى الحالة الأفضل.

 

  • السؤال للسيِّد الجعفريّ: بعد أحداث 16 أكتوبر، وقرارات الحكومة إغلاق المطارات، وعدم صرف رواتب الإقليم، وعقوبة شعب كردستان هل قرار إجراء الاستفتاء كان جيِّداً، ومنطقيّاً؟

الجعفريّ: كنا صريحين مع أبناء شعبنا في كردستان عندما أقدموا على خطوة الاستفتاء، واعتبرناها خطوة غير صحيحة؛ لأنـَّها غير دستوريَّة، وعكسناها على المنظمات الدوليَّة، وجامعة الدول العربيَّة، ومنظمة التعاون الإسلاميِّ، والأمم المتحدة، وقلنا لهم بكلِّ صراحة: إن هذا خلاف الدستور، والمادَّة الأولى من الدستور تقول بكلِّ صراحة بوحدة العراق، ووحدة أراضيه، وسيادته، فالخروج على هذه الثوابت الدستوريَّة يهزُّه، لكنَّ ذلك لا يعني أنَّ هناك موقفاً جديداً من أبناء شعبنا في كردستان.

مُجتمَع كردستان جزء من المُجتمَعات الأخرى التي بمجموعها تشكّل الشعب العراقيّ.. وطنيّاً لا خلاف على ذلك.. الأكراد ضحَّوا، كما ضحَّت بقـيَّة مُجتمَعيَّات، الأكراد دفعوا الثمن في حلبجة، والأنفال إلى جانب إخوانهم الشيعة، والتركمان، والمسيحيِّين، والإيزديَّة، والصابئة على حدٍّ سواء قدَّموا ما قدَّموا من أجل أن يصونوا العراق، وإلى الآن لا تُوجَد هناك ثنائيَّة مُتقاطِعة، واحتراب بين العرب والأكراد والتركمان وأبناء الديانات، وعندما دخلت القوات العراقـيَّة إلى كركوك رحَّب بها أبناء كركوك.

تعلمين أنَّ خارطة كركوك عراقيّاً تمثل خارطة العراق، رحَّب بها الكرد في كركوك، كما رحَّب الشيعة، والسنة، والمسيحيّون، فلا يُوجَد هناك احتراب بينهم. الشعب الكرديّ في العراق له حقوق، وعليه واجبات شأنه في ذلك شأن السُنّة، والتركمان، ومُكوِّنات الشعب العراقيِّ كافة.


العودة إلى صفحة الأخبار


 الرئيسية  |  الأخبار  |  إبراهيم الجعفري  |  تيار الإصلاح الوطني  |  رسائل الأيام  |  كلمات  |  الصور  |  المكتبة  |  الفيديو  |  اتصل بنا 
E-mail : med@al-jaffaary.net
جميع الحقوق محفوظة لـموقع الدكتور ابراهيم الجعفري©2010 - 2024
استضافة وتصميم وبرمجة ويب اكاديمي

Powered by web academy