|
رفض الوسطية ماذا يعني؟
قراءات | 18-08-2019
رَفْضُ الْوَسَطِيَّةِ مَاذَا يَعْنِي؟ إِنَّهُ يَعْنِي -بِالضَّرُوْرَةِ- التَّطَرُّفَ، وَيَعْنِي الانْقِطَاعَ عَنِ الْغَالِبِيِّةِ الْمُعْتَدِلَةِ سَوَاءٌ بِهَذَا الاتِّجَاهِ، أَمِ الاتِّجَاهِ الْمُغَايِر.. بَيْنَمَا الْوَسَطِيَّةُ تَعْنِي الرَّفْضَ الْوَاعِيَ لِلتَّطَرُّفِ بِالاتِّجَاهَيْنِ؛ وَهُوَ مَا يَعْنِي الْفَهْمَ الْمُعَمَّقَ، وَالإِرَادَةَ الْفَاعِلَةَ الَّتِيْ تَرْفُضُ بِوَعْيٍ، وَشَجَاعَةٍ، وَتَتَمَسَّكُ بِوَعْيٍ، وَشَجَاعَةٍ كَذَلِكَ.. وَعْيُ الاتِّجَاهِ الْمَادِّيِّ الصِّرْفِ، وَالْمُتَطَرِّفِ بِكُلِّ أَنْوَاعِهِ الرَّأْسِمْالِيّ مِنْهُ، وَالْمَارْكِسِيِّ، وَوَعْيُ الاتِّجَاهِ الْمَعْنَوِيِّ الْمُتَطَرِّفِ بِكُلِّ أَنْوَاعِهِ الصُّوْفِيِّ مِنْهُ، وَالْوُجُوْدِيُّ، وَوَعْيُ تَحْكِيْمِ إِرَادَةِ الْفَرْدِ بِالْمُجْتَمَعِ، أَوْ تَذْوِيْبِ الْفَرْدِ بِإِرَادَةِ الْمُجْتَمَعِ.. فَالْوَسَطِيَّةُ تَسْتَلْزِمُ الإِحَاطَةِ بِالآخَرِ الْمَنْوِيِّ رَفْضُهُ، وَكَذَا الإِحَاطَةُ بِمُفْرَدَاتِ الْمَنْهَجِ الْمَنْوِيِّ تَبَنِّيْهِ، وَالالْتِزَامُ بِهِ؛ وَهُوَ مَا يَقْتَضِي مَسْؤُوْلِيَّةً مُضَاعَفَةً لَدَى الْوَسَطِيِّ عَلَى خِلافِ الشَّائِعِ بَيْنَ النَّاسِ مِنْ أَنَّهُ مَنْهَجُ التَّوْفِيْقِ السَّلْبِيِّ الَّذِيْ يَتَجَنَّبُ النَّقْدَ، وَيَقِفُ عِنْدَ الْمُتَّفَقِ، وَإِذَا عَبَّرْنَا بِدِقَّةٍ عَنِ الْمَوْقِفِ الرَّافِضِ بِقُوَّةٍ، وَالْمَوْقِفِ الْقَابِلِ بِقُوَّةٍ نَجِدُ الْوَسَطِيَّ هُوَ الأَقْوَى مِنْ غَيْرِهِ، فِيْمَا يَرْفُضُ، وَمَا يَقْبَلُ؛ حَتَّى نَنْتَهِيَ لِنَتِيْجَةٍ مَفَادُهَا: أَنَّ الْوَسَطِيَّةَ ثَوْرَةٌ، وَالْوَسَطِيَّ ثَائِرٌ. غَايَةُ مَا بِالأَمْرِ يُفْتَرَضُ بِهِ أَنْ يَكُوْنَ حَكِيْماً بِالتَّعْبِيْرِ عَنْ رَفْضِهِ وَقَبُوْلِهِ؛ وَحَتَّى لا يَكُوْنَ بِأَزْمَةٍ سُلُوْكِيَّةٍ مَعَ مَنْ حَوْلَهُ وَهُوَ يَتَحَرَّكُ عَلَى الْخِيَارَاتِ الْمَطْرُوْحَةِ يُفْتَرَضُ فِيْهِ أَنْ يُجِيْدَ فَنَّ الرَّفْضِ بِأَحْسَنِ أُسْلُوْبٍ؛ بِذَلِكَ تَتَجَلَّى صُوْرَةُ الْوَسَطِيَّةِ بِأَنَّهَا فِعْلٌ، وَهِيَ مُبَادَرَةٌ، وَلَيْسَتْ غِيَاباً، وَمُجَرَّدَ رَدَّةِ فِعْلٍ، وَلا يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدَّى مِنْ دُوْنِ تَضْحِيَةٍ عَلَى خِلافِ الْمَفْهُوْمِ الشَّائِعِ عَنْهَا فِيْ بَعْضِ مُجْتَمَعَاتِنَا، بَلْ حَتَّى فِيْ بَعْضِ الأَوْسَاطِ الثَّقَافِيَّةٍ؛ عَلَى أَنَّ مَسْؤُوْلِيَّةَ الرَّفْضِ كَمَسْؤُوْلِيَّةِ الْقَبُوْلِ. فَالْقَبُوْلُ قَدْ يَسْتَلْزِمُ إِثْبَاتَ صِحَّةِ مَا يَقْبَلُهُ بِالتَّفْصِيْلِ، وكَذَا مَا يَرْفُضُهُ وَمَا يُفْتَرَضُ فِيْهِ أَنْ يُحِيْطَ بِكَامِلِ مُبَرِّرَاتِهِ.. وَيَبْقَى عَلَى مَوْعِدٍ حَاسِمٍ لِتَوْضِيْحِ الْبَدِيْلِ الْوَسَطِيِّ الْعَامِّ، وَالْجُزْئِيِّ لِمَلْءِ الْفَرَاغِ، وَهِيَ إِحْدَى الْمُفَارَقَاتِ الَّتِيْ تُثَارُ بِوَجْهِ الإِسْلامِيِّيْنَ؛ لِذَا كَانَتِ الدَّعْوَةُ إِلَى الْوَسَطِيَّةِ كَبِيْرَةً، بَلْ خَطِرَةً مَادَامَتْ تَعْكِسُ ثَقَافَةً، وَالْتِزَاماً، وَتَضْحِيَة.. شَرَّفَ اللهُ (سبحانه وتعالى) أُمَّتَنَا أَنْ جَعَلَهَا أُمَّةً وَسَطاً، وَأَنَاطَ بِهَا مَسْؤُوْلِيَّةَ الشَّهَادَةِ عَلَى النَّاسِ، وَأَوْدَعَ بِهَا مُسْتَلْزَمَاتِ الْوَسَطِيَّةِ مِنَ الْقِيَمِ، وَالْمَنْهَجِ، وَالْفِكْرِ، وَلا يَكُوْنُ لَهَا ذَلِكَ الدَّوْرُ مِنْ دُوْنِ دَوْرِ "الشَّاهِدِ الْكَامِلِ عَلَيْهَا"، وَهُوَ: رَسُوْلُهُ الْحَبِيْبُ (صلى الله عليه وآله وسلم): ))وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوْا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُوْنَ الرَّسُوْلُ عَلَيْكُمْ شَهِيْدًا(( {البقرة/143}..
الأربعاء 5/شوال/1439 الْمُوَافِقُ 20/6/2018 |
|